’الحتمية‘
كلمة قوية. فهي ترسل إشارات حمراء إلى بعض الناس الذين يعترضون بالقول أنه ليس
ثمة من شيء محتوم. فهم يدعون أن قوة الإرادة والعزيمة البشريتين تستطيعان، ويجب
عليهما!، أن تحرفا أي توجه تلقائي، وأن تطغيا عليه وتتحكما فيه. ومن وجهة نظرهم،
’الحتمية‘ هي ذريعة نستسلم لها للتهرب من مسؤولية الإرادة الحرة. وحين مزج فكرة
الحتمية مع تكنولوجيا رائعة من مثل التكنولوجيا التي بين أيدينا، على غرار ما
أفعله هنا، يكون الاعتراض على المصير المقدر سلفا أشد عنفا وانفعالا. فأحد تعاريف
’الحتمية‘ يتمثَّل بالنتيجة النهائية للتجربة الذهنية المعتادة الخاصة بإعادة
تشغيل شريط التسجيل. إذا أعدنا تشغيل شريط تسجيل تاريخ حضارتنا من البداية حتى
النهاية مرات متتالية، فإن إحدى الصيغ القوية للحتمية تقول أنه مهما كان عدد مرات
إعادة التشغيل، فإننا سوف ننتهي في كل مرة إلى يافعين يغردون باستعمال تويتَّر كل
خمس دقائق في عام 2016.